الأدوية المستخدمة لعلاج آلام المفاصل في كتاب الجامع لابن البيطار

 

د. عبد الناصر كعدان*

 

ملخص البحث

    تعود شهرة ابن البيطار إلى كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" الذي أورد فيه أقوال المتقدمين والمتأخرين في طبائع الأدوية وقواها ومنافعها، وأضاف إليه تعليقات من عنده اكتسبها بواسع خبرته ورحلاته وطول معاناته لهذه الصناعة، وله كتب أخرى في هذا المجال.

    اعتمد ابن البيطار المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية، فشرح في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه فيقول: "… ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذتُ به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به". ضمّن ابن البيطار كتابه شروحاً مفصَّلة لعدد كبير من الأدوية (1400 دواء بين نباتي وحيواني ومعدني، منها 300 دواء جديد من ابتكاره الخاص) معتمداً على أكثر من مائة وخمسين كتاباً، منها عشرون كتابا يونانياً. وقد بيّن الخواص والفوائد الطبية لجميع هذه العقاقير وكيفية استعمالاتها كأدوية أو كأغذية.

     رتب ابن البيطار كتاب "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" على حروف المعجم، مراعيا الحرفين الأولين، وجمع في كل حرف أسماء العشب والحيوان والأحجار، كما أورد فيه عددا من الأدوية المركبة، وهو يفسر ماهية كل مادة. ويرجع إلى أقوال من سبقه في بعض الأحيان، وربما علق على بعضها لتصحيح قول أو ترجيح رأي آخر. وقد نبه في كتابه إلى أوهام وأخطاء وقع فيها من سبقه. كما أورد أسماء الأعشاب والحيوان والأحجار بمختلف اللغات وذكر أسماءها الدارجة المشهورة في مختلف المناطق.

    من المعروف اليوم بأن آلام المفاصل، ولاسيما آلام أسفل الظهر، هي من أكثر الشكايات المرضية شيوعا. والكثير من تلك الحالات لازال الطب الحديث عاجزا عن شفاءها، مما دفع الكثير من المرضى يلجؤون اليوم للعلاج بالطب البديل، حيث يشكل العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية أحد أهم أركانها حتى في كثير من الدول المتقدمة طبيا.  لقد أدرج ابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية بعضا من تلك الأدوية التي تستخدم لعلاج بعض آلام المفاصل. فقد ذكر الحَرْمل، مشيرا إلى أنه إذا سحق بالعسل والشراب والزعفران فإنه ينفع لعلاج عرق النسا وألم الورك إذا نُطّل بمائه. كما ذكر ابن البيطار السَكَنْبِيج، وقال بأنه صمغ نبات شبيه بالقثاء يفيد في علاج آلام المفاصل وعرق النسا. أما عن الكُرْنُب، فقد ذكر ابن البيطار بأنه إذا خلط بدقيق الحُلْبَة والخل وتُضُمّد به نفع من النقرس وآلام المفاصل والقروح العميقة.

    الهدف من هذا البحث هو التعرض بالذكر لأهم الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية التي ذكرها ابن البيطار في كتابه الجامع، والتي تستخدم لعلاج آلام المفاصل، ومناقشة أهمية استخدام تلك الأدوية من منظور الطب الحديث.


مقدمة:

    ابن البيطار هو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد المالقي نسبة إلى مدينة مالقة التي ولد فيها سنة 1197، وتوفي في دمشق سنة 1248. تلقى علومه في إشبيلية على أيدي علمائها مثل أبو العباس وعبد الله بن صالح وغيرهما.

    يعتبر ابن البيطار أعظم عالم نباتي ظهر في القرون الوسطى ومن أكثر العلماء إنتاجاً. درس النباتات وخواصها في بلاد واسعة، وكان لأبحاثه الأثر الكبير في السير بهذا العلم خطوات مهمة. بدأ حياته العلمية في الأندلس، ثم انتقل في أول شبابه إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس باحثاً ودارساً ومحاوراً الباحثين بعلم النبات والعاملين به، ثم تابع جولاته منتقلاً إلى آسيا الصغرى ماراً بأنطاكية ومنها إلى سوريا ثم إلى مصر فالحجاز وغزة والقدس وبيروت ُثم انتقل إلى بلاد الإغريق ووصل إلى أقصى بلاد الروم، وكان في كل محطاته مثال العالم الباحث في علوم الأدوية والنباتات.

     اتصل ابن البيطار في مصر بالملك الكامل، واعتمد عليه الملك الأيوبي في أمور الأدوية والنبات، وجعله رئيساً على سائر العشابين (أي نقيباً للصيادلة)، وبعد وفاته انتقل إلى خدمة ابنه الملك الصالح، وكان حظياً عنده متقدماً في أيامه، فذاع صيته واشتهر شهرة عظيمة.

          لقد أسهم ابن البيطار في تطور الحضارة البشرية من خلال علوم النبات والصيدلة والطب إسهاماً عظيماً باكتشافاته العلمية الهامة، ومؤلفاته التي تركها خير برهان على تفوقه ونبوغه، مما جعله يرقى إلى مصاف كبار علماء العرب والمسلمين الذين أغنوا المكتبة العربية والعالمية ببحوثهم ودراساتهم القيّمة.

أعمال ابن البيطار:

   -كتاب "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" والمعروف "بمفردات ابن البيطار"، وبالنظر إلى أهمية هذا الكتاب، فسأفرد الحديث عنه.

-   كتاب المغني في الأدوية المفردة: يلي كتاب الجامع من حيث الأهمية، ويقسم إلى عشرين فصلاً، ويحتوي على بحث الأدوية التي لا يستطيع الطبيب الاستغناء عنها، ورتبت فيه الأدوية التي تعالج كل عضو من أعضاء الجسد ترتيباً مبسطاً وبطريقة مختصرة ومفيدة للأطباء ولطلاب الطب، ويوجد منه العديد من النسخ المخطوطة.

    -كتاب الإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام.

    _شرح أدوية كتاب ديسقوريدس، وهو عبارة عن قاموس بالعربية والسريانية واليونانية والبربرية وشرح للأدوية النباتية والحيوانية.

     -مقالة في الليمون - كتاب في الطب - الأفعال الغريبة والخواص العجيبة - ميزان الطبيب - رسالة في التداوي بالسموم.

كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية:

     يعتبر كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية والمعروف بمفردات ابن البيطار من أنفس الكتب النباتية وأشهرها، ألفه ابن البيطار بعد دراسات مضنية، وبعد أن جاب كل تلك البلاد، حيث أودع فيه كل تجاربه ومشاهدته خلال سني أبحاثه الطويلة، معتمداً المنهج العلمي في البحث والتنقيب، وعلى التجربة والمشاهدة كأساس لدراسة النبات والأعشاب والأدوية، فشرح في مقدمة كتابه المنهج الذي اتبعه في أبحاثه فيقول: "ما صحَّ عندي بالمشاهدة والنظر، وثبت لدي بالمخبر لا بالخبر أخذتُ به، وما كان مخالفاً في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية والماهية للصواب نبذته ولم أعمل به".

     ضمّن كتابه هذا شروحاً مفصَّلة لعدد كبير من الأدوية (1400 دواء بين نباتي وحيواني ومعدني، منها 300 دواء جديد من ابتكاره الخاص) معتمداً على مؤلفات (أكثر من مائة وخمسين كتاباً بينها عشرون كتابا يونانياً)، وقد بيّن الخواص والفوائد الطبية لجميع هذه العقاقير وكيفية استعمالاتها كأدوية أو كأغذية .ومن مزايا كتابه هذا ترتيبه حسب حروف المعجم لتقريب مأخذه وليسهل على الأطباء والطلبة الاطلاع عليه دون مشقة أو عناء.

     كما ذكر ابن البيطار فيه الأدوية الخاطئة التي تستعمل بالتواتر، وفنَّد وهمها معتمداً على تجاربه ومشاهداته، كما أنه ذكر فيه أسماء الأدوية بسائر اللغات المتباينة بالإضافة إلى منابت الدواء ومنافعه وتجاربه الشهيرة، وكان يقيِّد ما كان يجب تقييده منها بالضبط والشكل والنقط تقييداً يضبط نطقها حتى لا يقع الخطأ أو التحريف عند الذين ينسخون أو يطَّلعون عليه، وذلك لأهمية الدواء وتأثير الخطأ على حياة الناس. كما أنه دوّن فيه كل الشروح والملاحظات المتعلقة بتخزين النباتات وحفظها وتأثير ذلك على المواد الفعَّالة والمكونات الغذائية الموجودة فيها.

     كما أسلفنا فقد ذكر ابن البيطار في جامعه حوالي 150 كاتبا اعتمدها كمراجع ، وهذه واحدة من مزايا هذا الكتاب الذي احتفظ لنا بالعديد من المقتطفات من كتب ضاع جلها. ويبلغ كتب الإغريق نحو العشرين، وأما الباقون فليسوا فقط علماء عرب، بل وكذلك علماء فرس وسريان وهنود وكلدانيين تمت ترجمة مؤلفاتهم. وفيما يلي الأعداد التقريبية لهذه الاستشهادات: فقد ذكر الرازي 400 مرة، وذكر ابن سينا 300 مرة، والغافقي والشريف الإدريسي 200 مرة، وابن باجة وإسحاق بن عمران وابن ماسويه 160 مرة، وأبو حنيفة الدينوري 130 مرة، ومسيح بن حكم وأبو العباس النباتي 100 مرة. أما بالنسبة للإغريق، فقد سبقت الإشارة إلى أن ابن البيطار قد ضمن كتابه الجامع مقالات ديسقوريدس وجالينوس بالتمام و الكمال.

      يصف الطبيب الدمشقي ابن أبي أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء" كتاب الجامع فيقول: "لايوجد أجلّ ولا أجوَد منه". ويصف شخصية ابن البيطار فيقول: "رأيت من حسن عشرته وكمال مروءته وكرم نفسه ما يفوق الوصف، وشاهدت معه في ظاهر دمشق كثيراً من النباتات في مواضعها، ووجدت عنده من الذكاء والفطنة والدراية في النبات وفي الكتب المؤلفة في هذا العلم ما يثير التعجب لذاكرته المتوقدة النادرة، فكان يذكر كل دواء في أي كتاب ذكر وفي أي مقالة من هذا الكتاب، وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة، إن ابن البيطار هو أوحد زمانه وعلاّمة عصره في معرفة النبات وتحقيقه واختياره ومواضع نبته ونعت أسمائه على اختلافها وتنوعها".

    ويقول عنه ماكس مايرهوف: "إنه أعظم كاتب عربي خلّد في علم النبات".

    وبعترف المستشرق روسكا بأهمية هذا الكتاب وقيمته وأثره الكبير في تقدم علم النبات فيقول:
"إن كتاب الجامع كان له أثره البالغ في أوروبا، وكان من أهم العوامل في تقدم علم النبات عند الغربيين".

       وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب: "إن ابن البيطار من أعظم عباقرة العرب في علم النبات، فقد حوى كتابه الجامع كل علوم عصره، وكان تحفة رائعة تنم عن عقل علمي حي، إذ لم يكتفِ بتمحيص ودرس وتدقيق 150 مرجعا بل انطلق يجوب العالم بحثاً عن النباتات الطبية فيراها بنفسه ويجري تجاربه عليها إلى أن وصل به الأمر ليبتكر 300 دواء جديد من أصل 1400 دواء التي تضمنها كتابه مع ذكر أسمائها وطرق استعمالها وما قد ينوب عنها، كل هذه عبارة عن شواهد تعرّفنا تماماً كيف كان يعمل رأس هذا الرجل العبقري".

     اهتم دارسو النبات بالكتاب اهتماما بليغا حتى القرن السادس عشر الميلادي، فجرت ترجمته إلى اللاتينية وطبع بمدينة قرمونة عام 1758م، كما ترجمه إلى الألمانية المستشرق فون زونتهايمر Sontheimer ، ونشره في شتوتجارت بألمانيا عام 1840. كما ترجمه إلى الفرنسية المستشرق  لوسيان لوكلرك Leclerc.

     طبع الكتاب بالعربية بعناية أحمد أبو العينين، ونشرته مطبعة بولاق بالقاهرة عام  1291هـ / 1874م، وهو في أربعة أجزاء. كما أعادت طبعه بالأوفست مكتبة المثنى ببغذاد عام 1384 هـ / 1964 م في أربعة أجزاء.

هدف الكتاب:

     يبين المؤلف الغرض من الكتاب في مقدمته بقوله: "ووضع هذا الكتاب مشتملا على ما رسم به (كتب فيه) وعرف بسببه وأودع فيه مع ذلك أغراضا يتميز بها عما سواه، ويفضل على غيره بما اشتمل عليه وحواه:

    الغرض الأول: استيعاب القول في الأدوية المفردة، والأغذية المستعملة على الدوام، والاستمرار عند الاحتياج إليها في ليل أو نهار، مضافا إلى ذلك ذكر ما ينتفع به الناس من شعار ودثار، واستوعبت فيه جميع ما في الخمس مقالات من كتاب الأفضل ديسقوريدوس بنصه وكذا فعلت أيضا بجميع ما أورده الفاضل جالينوس في الست مقالات من مفرداته بنصه، ثم ألحقت بقولهما من أقوال المحدثين في الأدوية النباتية والمعدنية والحيوانية ما لم يذكراه، ووصفت فيها عن الثقات المحدثين وعلماء النباتيين ما لم يصفاه وأسندت في جميع ذلك الأقوال إلى قائلها وعرفت طرق النقل فيها بذكر ناقلها واختصصت بما تم لي به الاستبداد وصح لي القول فيه ووضح عندي عليه الاعتماد.

     الغرض الثاني: صحة النقل فيما أذكره عن الأقدمين وأحرره عن المتأخرين فيما صح عندي بالمشاهدة والنظر وثبت لدي بالخبر (التجربة) لا الخبر ادخرته كنزا سريا وعددت نفسي عن الاستعانة بغيري فيه سوى الله غنيا وما كان مخالفا في القوى والكيفية والمشاهدة الحسية في المنفعة والماهية للصواب والتحقيق أو أن ناقله أو قائله عدلا فيه عن سواء الطريق نبذته ظهريا وهجرته مليا وقلت لناقله أو قائله لقد جئت شيئا فريا ولم أحاب في ذلك قديما لسبقه ولا محدثا اعتمد غيري على صدقه.

    الغرض الثالث: ترك التكرار حسب الإمكان إلا فيما تمس الحاجة إليه لزيادة معنى وتبيان.
    الغرض الرابع: تقريب مآخذه بحسب ترتيبه على حروف المعجم مقفى ليسهل على الطالب ما طلب من غير مشقة ولا عناء ولا تعب.

    الغرض الخامس: التنبيه على كل دواء وقع فيه وهم أو غلط لمتقدم أو متأخر لاعتماد أكثرهم على الصحف والنقل واعتمادي على التجربة والمشاهدة حسب ما ذكرت قبل.

     الغرض السادس: في أسماء الأدوية بسائر اللغات المتباينة في السمات مع أني لم أذكر فيه ترجمة دواء إلا وفيه منفعة مذكورة أو تجربة مشهورة" .

محتويات الكتاب:

     يتكون الكتاب من أربعة أجزاء، وصف فيه ابن البيطار ما يزيد على (1400) صنف من الأدوية المختلفة مرتبة حسب الحروف الهجائية، منها (300) صنف لم يتناول بحثها كتاب في الصيدلة من قبل، ويورد فيه النباتات والحيوانات والمعادن التي يتخذ منها العقار، فكان يذكر اسم النبات أو الحيوان باللغات المختلفة ثم يصف أجزاءه وصفا دقيقا، ومواطن نموه، وينقل عن العلماء اليونان مثل جالينوس أو ديمقرطيس أو ديسقوريدس أو المسلمين مثل ابن سينا أو ابن رضوان ما ذكر من منافعه وطريقة تحضير الدواء ثم طريقة الاستعمال، كما يتكلم عن الأدهان والأطيان، ويذكر في كل حالة الفوائد وطريقة الاستعمال.

     إن الهدف من هذا البحث هو التعرض بالذكر لأهم الأدوية النباتية والحيوانية والمعدنية التي ذكرها ابن البيطار في كتابه الجامع، والتي تستخدم لعلاج آلام المفاصل، ومناقشة أهمية استخدام تلك الأدوية من منظور الطب الحديث.

علاج آلام المفاصل عند الأطباء العرب:

     يشير الأطباء العرب أن آلام المفاصل قد تنجم عن الإدمان على التملئ من الأغذية والأشربة وتواتر التخم والسكر واستعمال الجماع الدائم لاسيما بعد التملئ من الطعام والشراب.  ومن الدعة والراحة وترك الرياضة والاستحمام، وما يجري هذا المجرى من الأسباب التي تكثر عنها الفضول في البدن.

    ولعلاج هذا العلة يتجنب الاستكثار من الأطعمة والأشربة  ولاسيما ما كان منها غليظا عسر الانهضام، ويجب تجنب السكر ويمنع من الجماع، فإن اضطر إلى استعمال ذلك في الأوقات المساعدة فيستعمله ويغذيه بأغذية خفيفة، ويتجنب الفواكه كلها لاسيما الرطبة، وتهجر الحلوى، وتستعمل الرياضة قبل الغذاء وبعد استمرائه والاستحمام بعد الرياضة بقليل مع الدلك ومسح البدن بالدهن. ويكون تناول الغذاء بعد الاستحمام بساعة.

     

علاج المفاصل عند ابن البيطار:

    من المعروف اليوم بأن آلام المفاصل، ولاسيما آلام أسفل الظهر، هي من أكثر الشكايات المرضية شيوعا. والكثير من تلك الحالات لازال الطب الحديث عاجزا عن شفاءها، مما دفع الكثير من المرضى يلجؤون اليوم للعلاج بالطب البديل، حيث يشكل العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية أحد أهم أركانها حتى في كثير من الدول المتقدمة طبيا.  لقد أدرج ابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية بعضا من تلك الأدوية التي تستخدم لعلاج بعض آلام المفاصل. فقد ذكر الحَرْمل، مشيرا إلى أنه إذا سحق بالعسل والشراب والزعفران فإنه ينفع لعلاج عرق النسا وألم الورك إذا نُطّل بمائه. كما ذكر ابن البيطار السَكَنْبِيج، وقال بأنه صمغ نبات شبيه بالقثاء يفيد في علاج آلام المفاصل وعرق النسا. أما عن الكُرْنُب، فقد ذكر ابن البيطار بأنه إذا خلط بدقيق الحُلْبَة والخل وتُضُمّد به نفع من النقرس وآلام المفاصل والقروح العميقة.

    وفي الواقع ذكر ابن البيطار في الجامع أدوية كثيرة جدا تفيد في علاج آلام المفاصل وعرق النسا، وأود في هذا البحث أن أشير بالتفصيل على بعض أشهر تلك الأدوية، بأمل أن أتمكن في المستقبل أن أقوم بجمع كل تلك الأدوية والتحدث عنها بالتفصيل.

 

اُسْطُوخودُس Lavande Stoechas :

     قال ديسقوريدس بأن النبات يحمل اسم إحدى الجرائر التي يكثر نباته فيها، وطبيخه صالح لأوجاع الصدر مثل  الزوفا، وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية المعجونة. و قال جالينوس يقبض ويفتح ويلطف، ويجلو و يقوي جميع الأعضاء الباطنة و البدن كله. و قال الرازي يسهل السوداء والبلغم، ويبرئ من الصرع والمالينخوليا إذا أديم الإسهال به. وقال أرماسوس إذا سُقِي منه بماء العسل نفع من تزعزع الدماغ من سقطة أو ضربة. وقال ابن سينا خاصته إسهال الخلط الأسود، وخصوصا من الرأس والقلب، فهو يفرح و يقوي القلب بتصفية جوهر الروح في القلب و الدماغ معاً عن السوداء، و لذلك يُـمَـتـن جوهر الروح و القلب، و يشبه أن يكون له خاصية خارجة عن هذا الوجه في تقوية القلب و تذكية الفكر، وهو يكرب أصحاب المرة الصفراء ويقيئهم و يعطشهم. وقال الشريف وإذا سُحِق و سُـقِـيَ أياما أبرأ ارتعاش الرأس، و إذ تضمـد بطبيخه سكّن أوجاع المفاصل. وإذا اتّخِذَ من زهره مُـرَبـى بالعسل أو بسكر كما يصنع من الورد والبنفسج في زمن الربيع، فـرّح النفس و أخرج خلطا سوداويا.وبكتاب التجربيين إذا أخذ منه جزآن، ومن قشر أصل الكبّر جزء، وعُجـِنـا بالعسل نفعا من برد المعدة ومن كل خلط بارد يلذعها. وإذا طبخ مع الصعتر وبزر الكرفس وشـُرِبَ مع الدواء المُـسْهِل، منع من أمغاصه لمن يصيبه ذلك.

      يباع زهر هذا النبات في الأسواق باسم الحلحال (في المغرب). و للحلحال هذا قصة طريفة بين إصطفن بن باسيل مترجم كتاب ديسقوريدس ببغداد، و ابن البيطار مفسر مصطلحات كتاب ديسقوريدس. قال ابن البيطار في تفسيره لمصطلح سْـتُـخَـادِس :" قال إصْطِفـَـنُ إنه الأسطوخودس، و الذي قاله فيه نظر، لأنه لا خلاف بين كافة الناس بأن هذا الدواء الذي بين أيديهم هو الأسطوخودس وليست حليته بمُوافِقَةٍ لِحِليَةِ دياسقوريدس لـِسْـتـُخـادِس، فتأمّله. و نقل الأستاذ ابراهيم بن مراد، محقق كتاب تفسير ديسقوريدس، فقرات طويلة عن ملاحظات ابن البيطار على اصطفن في ترجمته لهذا المصطلح، يطول ذكرها هنا. ويُعَرِّف د. أحمد عيسى هذا النبات بقوله : Lavandula Stoechas L = أُسطوخودس [ اسم جزيرة ] - ضُِـرْم - [ لا يزال هذا الإسم عند الحويطات بمصر ] - مُـوقِـف الأرواح [ أي حافظها ] - مُـمْـسِـك الأرواح - مِـكنَـسة الدماغ - كِـشـة - كِـشّ [ فارسية ] - كـياء [ يونانية ] [جالينوس ] - حلحال [ المغرب ] - أ مَـزِّيـر [ عند القبائل ] - شاه إسبرم رومي . من فصيلة الشفويات (Labiées (Lamiacées . من أسمائه الفرنسية: Stoechas Arabique ، و Quereillet ، و Lavande Stoechas . ومن أسمائه الإنجليزية: Lavander، و Stoechas. ملاحظة: Lavandula هو جنس نبات الخزامى المعروف، و  أسطوخودس  هو نوع من الخزامى كما يفهم من اسمه الفرنسي والإنجليزي. والخزامى الحقيقي هو النوع المسمى Lavandula Vera D.C، وله من الأسماء المرادفة Lavandula Officinalis L، و من أسمائه العربية: خيري البر، ويطلق اسم خزامى في معجم أحمد عيسى على نبات آخر، من فصيلة أخرى وجنس آخر  هو Reseda Pruinosa Del، لطيب رائحة هذا النبات أيضا. ويسمى أيضا موقف الأرواح أو حافظها أو ممسك الأرواح و مكنسة الدماغ وبالفارسية كش أو كشة.

 

أُشَّــقّ  Dorema Ammoniacum:

     قال ابن البيطار: ويقال أُشَّج و وُشّق و لزاق الذهب. وغلط من جعله صمغ الطرثوث. وقال ديسقوريدس: هذا الدواء هو صمغ نبات يشبه القنا في شكله. فاختر منه ما كان حسن اللون، ليس فيه حجارة ولا خشب، وقطعه تشبه حصى الكندر، نقيا متكاثفا ليس فيه وسخ البتة، ورائحته تشبه رائحة الجندبادستر وطعمه مر. ويقال لما كان منه على هذه الصفة (وسما)، وأما ما كان منه فيه تراب أو حجارة فإنه يقال له (قراما). وقد يؤتى به من مكان يقال له (أمانياقـن)، وهو عصارة شجرة تشبه (القنا) أيضا في شكلها تنبت هناك. وقال جالينوس: هذه صمغة من صموغ الشجر، تخرج من عود يرتفع على استقامة. وقوته ملينة جدا، ولذلك صارت تحلل الصلابات الثؤلولية الحادثة في المفاصل، و يشفي الطحال الصلب و يحلل و يقشر الخنازير. وقال ديسقوريدس : وقوته ملينة جاذبة مسخنة محللة الجسا والخراجات. وإذا شُرِبَ سهل البطن، وقد يجذب الجنين. وإذا شرب منه مقدار درخمتين بخل حلل ورم الطحال. وقد يبرئ من وجع المفاصل وعرق النسا إذا خلط بالعسل ولعق منه، أو خلط بماء الشعير وتحسى نفع من الربو وعسر البول وعسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب والصرع والرطوبة التي في الصدر، ويدر البول مع دم. وفي المادة استعمالات أخرى كثيرة مأخوذة عن حبيش بن الحسن، وماسرحويه، وابن ماسويه، ومسيح، وابن سينا، وكتاب التجربيين. ويعرِّفُ ابن البيطار هذه المفردة في شرحه لكتاب ديسقوريدس بقوله: أمّـونيـاقـُـن هو الأشق  و الوشّـق و الأُشـّـج و الوُشـّـج، وهو لِزاق الذهب، وهو اسم مشترك، وهو معروف. قال محقق تفسير كتاب ديسقوريدس، ابن مراد، يطلق على الأشق وعلى لِحام الذهب Chrysocolle. وقد جعل منه ابن ميمون في الشرح مرادفا للتنكار أيضا، وقد انتقد ابن البيطار ذلك. يُـعرّف أحمد عيسى هذه المفردة بقوله: Dorema Ammoniacum Don = شجرة الأُشـّـق - أُشـّـق - وُشـّـج - قناوشق [ الشام ] - وُشـّـق - أُشـّـج - أشـّـك - قاتل نفسه - لَصّـاق الذهب - لَـزّاق الذهب (لأنه يلحمه) - أمونياقـن [لأنه يؤتى به من جهة يقال لها آمُـون أي معبد آمـون لأن شجرته كانت تنبت بجواره] . عِلـك الكَلَـخ - كَـلـَـخ – صمغ نوشادري [شوينفرت] - نارتقس [Narthex]. من فصيلة الخيميات Ombellifères. من أسمائه المرادفة Dorema Arium Stoks و Disernestum Gummiferum Spach&Jaub ، وPeucedanum Ammoniacum Nees. من أسمائه الفرنسية Dorême Ammoniac. ومن أسمائه الإنجليزية Dorema، و Gum Ammoniacum Plant. واسم الصمغ Gomme Ammoniaque.

   

إكليل الملك Officinalis  Melilot:

    قال ابن البيطار : قال الغافقي: هذا النبات فيه اختلاف كثير حتى لم يثبت له حقيقة، إلا أن هذا الصنف الذي ذكره اسحق بن عمران هو عندي أفضل وأحسن من سائر الأنواع المستعملة عندنا. لي [أي ابن البيطار ]: لا يعرف هذا النوع الذي ذكروه في عصرنا هذا بالإسكندرية البتة، وإنما المستعمل اليوم بالديار المصرية كافة وبالشام أيضا هو النوع الذي ثمرته تشبه قرون البقر، وهي المستعملة منه خاصة. وما أحسن مانعته ابن سينا في قوله "هو تبني اللون، هلالي الشكل، فيه مع تخلخله صلابة". قال ديسقوريدس: ماليلوطس هو إكليل الملك، هو قابض ملين للأورام الحارة العارضة للعين والرحم والمقعدة والأنثيين إذا طبخ بـ(الميبختج) وتضمد به. وربما خلط أيضا معه صفرة البيض ودقيق الحلبة أو دقيق بزر الكتان أو غبار الرحا أو خضشخاش. وإذا استعمل بالماء وحده شفى القروح الخبيثة التي يقال لها الشهدية. وقال الرازي: حار ملين لأورام البدن الصلبة في المفاصل والأحشاء. و قال بديغورس: خاصته إذابة الفضول، وبدله إذا عُدِم وزنه بابونج. وقال سفيان الأندلسي: ينفع لأورام الكبد والأحشاء والطحال ضمادا مع الأفسنتين. ونجد بمعجم د.أحمد عيسى: إكليل الملك Melilotus Officinalis - العَنُوص - العنفقان [ اليمن ] - شاه أفسر [ معناه إكليل الملك ] - ماليلوطس [ يونانية ] - النّفَـل [ الشام ]. من فصيلة البقوليات الفراشية Papillionacées Légumineuses أو الفوليات Fabacées . من أسمائه المترادفة: Melilotus Arvensis Wallr و Corona Regia و Sertula Campana . من أسمائه الفرنسية Mélilot و Mélilot Officinal و Couronne Royale .ومن أسمائه الإنجليزية: Common Melilot و Melilot و Honey-Lotus .

 

أمارَنْطونAmaranthon Des Grecs Elichrysum :

      قال ابن البيطار قد عده جماعة من التراجمة في أنواع الأقحوان، ومن أجل ذلك نجد في كثير من الكنانيش الموضوعة في هذا الفن منافع أمارنطون هذا مذكورة مع الأقحوان. و في الحقيقة ليس هو من أنواعه، وعندي أنه من أنواع القيصوم أعرفه بعينه. قال ديسقوريدس: هو نبات يستعمل في الأكاليل التي توضع على رؤوس الأصنام، قائم أبيض، وله ورق دقاق شبيهة بورق القيصوم، متفرقة بعضها من بعض، وجمة مستديرة، وشيء من أطراف الجمة مستديرة، لونه شبيه بلون الذهب، كأنه رؤوس  الصعتر إذا يبست، وأصل دقيق. وينبت في أماكن وعرة و في حرون الأرض . قال جالينوس: قوة هذه الحشيشة قوة تلطِّف و تقطِّع الأخلاط الغليظة، ولذلك صارت تدر الطمث إذا شربت أطرافها بشراب. وقد وثق الناس منها أيضا أنها تحلل الدم الجامد، وأنها ليست تفعل ذلك بما يجمد منه بالمعدة فقط، بل تفعله أيضا بما يجمد منه في المثانة. وينبغي أن يشرب في هذا الموضع شراب العسل. ومن شأنها أيضا أن تجفف ما يتحلل ويتحلب إلى المعدة جملة إذا شرب. وهي رديئة لفم المعدة. قال ديسقوريدس: إذا شربت جمة هذا النبات بالشراب نفعت عسر البول ونهش الهوام وعرق النسا وشدخ أوساط العضل، وتدر الطمث. وإذا شربت بالشراب الذي يقال له أولومالي أذابت الدم الجامد المنعقد في المثانة و البطن، وإذا سقي منه على الريق مقدار ثلاث أوثولوسات بشراب أبيض ممزوج من كانت به نزلة قلعها وقطعها. وقد يصر هذا النبات في الثياب فيمنعها من التآكـل. انتهى كلام ابن البيطار بالجامع. ويفسر ابن البيطار مفردة أليخريسون عند ديسقوريدس بقوله: تأويله في اليونانية المـُذَهَّـب، و هو يشبه القيصوم، و ليس ببعيد أن يكون من أنواعه، و سماه الفاضل جالينوس في المقالة السادسة  أمارنطن. قال إبراهيم بن مراد ، محقق تفسير كتاب ديسقوريدس: Helikhruson هو Tanacetum Annuum L. عن لوكلرك: الجامع، انتهى كلام ابن مراد. و المرجع المشار إليه من طرف ابن مراد هو ترجمة الجامع إلى الفرنسية على يد لوكليرك، ونص ما جاء على لسان لوكليرك كتعليق له على ترجمته لمفردة أمارنطن هو: هذه المفردة هي أليخريسون ديسقوريدس، وظن كل من Sprengel و Fraas أنها Tanacetum Annuum. ويقدم ديسقوريدس اسم أمارنطن كمرادف لـ أليخريسـون، انتهى كلام لوكليرك. فما ذهب إليه ابن مراد هنا إنما هو ظن بعض المترجمين، والظن يخطئ ويصيب، و الظاهر أنه أخطأ هنا. ينمو جنس Helichrysum بالشمال الإفريقي، و له أنواع كثيرة، منها النوع الطبي هذا، إلا أنه غير معروف عند العطارين، ولا يعرف له استعمال طبي عند الناس. يُعرِّفُ أحمد عيسى هذا النبات بقوله: أمارنطــن Helichrysum Stoechas D.C [يونانية: Amaranthon Des Grecs] من فصيلة المركبات  Composéesمن أسمائه العلمية المرادفة: Gnaphalium Stoechas L، و Gnaphalium Citrinum Lam. من أسمائه الفرنسية: Gnaphale Citrine  و Hélichrise و Stoechas Citrin. ومن أسمائه الإنجليزية: Cassidony.

تُرْبُد I. Turpethum:

     تربد: أبو العباس الحمصي: التربد بالعراق على الصفة التي تجلب إلينا وهو مجلوب إليهم أيضاً من وادي خراسان وما هنالك وأخبرني الثقة العارف بالعقاقير أبو علي البلغاري ببغداد أنه بحث في البلاد الخراسانية عن صفته وهيئته وورقه فأخبره الجلابون له أن ورقه على هيئة ورق اللبلاب الكبير إلا أنه محدد الأطراف وله سوق قائمة لم أتحقق أنا صفتها وأصوله طوال على الصورة التي هي مجلوبة وهم يقطعونه وهي خضر قطعاً قطعاً على القدر الذي هو موجود. ذكر لي الثقة أن كل ما يجلب من التربد في البحر يسرع إليه التآكل بخلاف المجلوب منه في البر فاعلم ذلك ولما كان المتأخرون من المتطببين لم يبحثوا عن صفته وذكروه مهملاً في كتبهم وجد المدلسون السبيل إلى تدليسه بغير ما نوع من الكلوخ، ومن اليتوع وغير ذلك مما يجب التوقف عنه والتحذير منه. ابن ماسويه: في إصلاح الأدوية المسهلة خاصة التربد إسهال البلغم إلا أنه يورث البشاعة للنفس لفظاعة مطعمه فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك في إصلاحه بلته بدهن اللوز الحلو فإنه يمنع ضرره ثم يأخذه والمختار منه ما كان حديثاً جوفه شديد البياض أملس الظاهر دقيق العيدان غير متآكل ليس بذي شظايا والشربة منه ما بين درهم إلى درهمين. الدمشقي: التربد حار يابس في الدرجة الثالثة مسهل للبلغم والرطوبة منق للبدن وقال البصري والرازي في جامعه الكبير مثله. حبيش: أجوده ما كان أبيض في لونه ملتفاً في شكله مثل أنابيب القصب ودق جسمه وأنبوبه فإذا كسرته أسرع إلى التفتت ولم يكن غليظاً رزيناً وإذا سحقته أسرع إلى ذلك وكان أبيض عند السحق وما كان على خلاف ذلك فلا خير فيه والتربد إذا طال به الزمان عمل فيه القادح كما يفعل في الخشب فيضعف فعله والدليل على ذلك أن تراه مثقباً كأنه ثقب برأس إبرة وإذا شلته رأيته خفيفاً جداً وما وجدته على هذه الصورة فلا تستعمله فقد ذهبت قوته والتربد يسهل البلغم إسهالاً في رفق ومزاجه حار يابس وإصلاحه أن تحك قشرة الخارج الرقيق حتى يبلغ إلى البياض ثم يدق وينخل فإن استعمل في المعجونات الكبار نخل بحريرة وإن استعمل في الأدوية المسهلة مثل الحب والمطبوخ نخل بشيء أوسع من الحريرة ليكون فيه حرارة يسيرة ولا يلتزق بخمل المعدة وأكثر ما يصلح به أن بلت بعد دقه ونخله بدهن اللوز الحلو وإن استعمل لمن به بلغم لزج في معدته أنعم دقه ونخله ليلزق بالبلغم فيقلعه ومقدار الشربة منه من درهم إلى درهمين وإن طبخ مع الأدوية فوزن أربعة دراهم. ابن سينا: يورث استعماله يبساً وجفافاً في البدن لأنه يخرج الرطوبات الرقيقة ولذلك يستعمل مع دهن اللوز وينفع من أمراض العصب ويسهل بلغماً كثيراً ويسهل شيئاً من الأخلاط المحترقة قليلاً هذا إذا أخذ مسحوقاً وأما مطبوخاً فبالعكس. وقال ماسرحويه: إنه يسهل الأخلاط الغليظة اللزجة، وقال بعضهم: يسهل الخام من الوركين، والأصح أنه يسهل الرقيق من البلغم، فإن قوي بالزنجبيل وبدا له حدة قوية سهل الغليظة والخام، وأما وحده فليس يسهل الغليظ إلا أن صادفه متسرباً في المعدة والمعي. التجربتين: لا يجب أن يستعمل منه إلا الأبيض المصمغ الطرفين السليم من السوس المتوسط بين الغلظ والرقة وما لم يكن على هذه الصفة فلا خير فيه وشره المستاس فإنه مؤذ لفم المعدة مكرب مولد للعطش غير مسهل وأما المختار منه فإنه يخرج البلغم اللزج وينقي المعدة وطبقاتها منه وينفع من أوجاع المفاصل والعضل المتولد من البلغم ويخرج الخلط الفاعل لها وينفي الأرحام تنقية بالغة مشروباً ومحتقناً به ويفتح سددها وينفع من أوجاعها عند إقبال الحيض وينفع من أوجاع المائدة والظهر وبتنقيته الدماغ من البلغم اللزج ينفع من الفالج والصرع، وبذلك ينفع من النزلات والسعال المتولد عن انصباب خلط، وينفع من السعال المتولد عن الرطوبات في فم المعدة، ومن علامته أنه لا يسكن عنهم حتى يتقيؤون طعامهم أو يتقيؤون خلطاً لزجاً وإذا خلط بالكابلي كان دواء نافعاً جدًّا للمصروعين. وقال بعض الأطباء: وبدل التربد إذا عدم وزنه من أصل قشر التوت.

   يذكر الدكتور أحمد عيسى بك أن التربد يسمى العَبْعاب، وبالإنكليزية Turbith.

 

تُرْمس L. Termis:

ترمس ،وواحدته تُرْمُسَة: جالينوس في السابعة: الترمس يؤكل بعد أن يلصق وينفع بالماء أياماً كثيرة حتى تخرج مرارته ويكون في هذه الحال غذاؤه يولد خلطاً غليظاً، فأما على سبيل الدواء فالترمس الذي فيه مرارة يجلو ويحلل ويقتل الديدان أيضاً إذا وضع من خارج، وإذا لعق مع العسل أو شرب مع الخل والماء أيضاً الذي يطبخ فيه الترمس يقتل الديدان، وإذا صب على خارج نفع من البهق والسعفة أعني بالسعفة بثوراً صغاراً تكون في الرأس وتكون رطبة مثل الغراء، وينفع أيضاً من البثر والجرب، ومن الأكلة ومن القروح الخبيثة ونفعه لبعض هذه يكون من طريق أنه يجلو ولبعضها من طريق أنه يحلل ويجفف بلا لذع وهو ينقي ويفتح سدد الكبد والطحال إذا شرب مع السذاب والفلفل، وبمقدار ما يستلذ ويدر أيضاً الطمث ويخرج الأجنة إذا احتمل من أسفل مع العسل والمر، ودقيق الترمس أيضاً يحلل تحليلاً لا لذع معه، وذلك أنه يشفي الحصرة وليس هذه فقط بل يشفي الخنازير أيضاً والخراجات الصلبة إذا طبخ بالخل والعسل وبالخل وبالماء بحسب مزاج العليل وحسب غلظ المادة وجميع الأفعال التي قلنا إن ماء طبيخ الترمس يفعلها، وقد أمكن في دقيقه أن يفعلها كلها ومن الناس من يعمل من دقيقه ضماداً ويضعه على الورك إذا كان بالإنسان وجع في وركه من العلة المعروفة بالنسا. ديسقوريدوس في الثانية: دقيقه إذا خلط بالعسل ولعق أو شرب بالخل قتل الدود الذي يكون في البطن، وإذا نفع في الماء وأكل بمرارته فعل ذلك أيضاً، وكذا يفعل طبيخه، وإذا شرب مع السذاب والفلفل نفع المطحولين، وينتفع به أيضاً إذا صب على الورم المسمى غنفرايا والقروح الخبيثة والجرب في ابتدائه والبهق والآثار الظاهرة في الجلد من الكيموسات والبثر وقروح الرأس الرطبة، وإذا خلط بمرو عسل واحتملته المرأة أدر الطمث وأخرج الجنين، ودقيق الترمس ينقي البشرة ويذهب لون آثار الضرب وإذا خلط بالسويق والماء سكن الأورام الحارة، وإذا خلط بالخل سكن وجع عرق النسا ووجع الخراجات، وإذا طبخ بالخل وتضمد به حلل الخنازير ويقلع النار الفارسية، وإذا طبخ بماء المطر إلى أن ينحل ويتهرى ناعماً ويتخذ بالماء ينقي الوجه، وإذا طبخ مع أصل النبات الذي يقال له خامالاون الأسود وغسلت الغنم الجربة بماء طبيخه وهو فاتر أبرأها من الجرب، وأصل شجرة الترمس إذا طبخ بالماء وشرب أدر البول، والترمس الذي ذهبت مرارته بالعلاج إذا دق دقاً ناعماً وشرب بخل سكن الغثيان وأبرأ من ذهبت عنه شهوة الطعام. مسيح: هو حار في الأولى يابس في الثانية. إسحاق بن سليمان: إذا أكل وفيه بعض مرارة نقى الأحشاء تنقية حسنة وماء طبيخه ينفع من البرص ومن ترهل البدن وماؤه الذي ينفع فيه ويعذب به إذا غسل به الحيطان والأسرة التي يتولد فيها البق قتله. ابن سينا: الترمس رديء عسر الانهضام يولد خاماً في العروق إذا لم يهضمه جداً وينفع استعمال رطل من ماء طبيخه من البرص. ابن ماسويه: وليس المنقع منه بمسهل للطبيعة إسهالاً بيناً ولا يمسكها إمساكاً معلوماً ومما يعين على هضمه أن يؤكل بالخل والمري ويشرب عليه نبيذ عتيق. الرازي: إذا أدمن أكل الترمس اضطراراً إليه فينبغي أن يكثر معه الحلو الدسم ليقبل به إلى طريق الغذاء من الدوائية ويقل إفساده الدم. التميمي: ويقال أن خاصة الترمس المحلى المملح إذا أكل منه في كل غداة على الريق كف بقشره قوى النور الباصر المنبعث من الدماغ إلى العين، وإن صح هذا من فعله فإنما يفعله إذا كان فيه بقية من مرارة يسيرة بقمعه البخار الرطوبي أو السوداوي المترقي من المعدة إلى الدماغ المفسد لنور البصر فيعكسه بخار الترمس بيسير المرارة الباقية فيه إذا حصل في المعدة وانطبخ، ويبدده فيصفو لذلك نور البصر ويجند. ابن زهر: إن غسلت دابة قد امتلأت قرداناً بماء طبيخ الترمس المر تساقط القردان عنها وذهب جربها. التجربتين: ضماده مطبوخاً بالخل يسكن أوجاع المفاصل الباردة كلها لا سيما إذا ظهر معها نفخ ويحلل الأورام البلغمية والخنازير من أعناق الصبيان وكذلك يحلل التهيج البلغمي ولا سيما إذا عجن بماء البحر. الشريف: إذا اخذ منه حفنة وطحنت جريشاً ثم نزعت قشرته وجعل في قدر نحاس ثم صب عليه من اللبن الحليب ما يغمره، ويطبخ حتى ينشف اللبن ثم يلقي عليه مثله سمناً بقرياً ويطبخ حتى ينعقد ويهيأ منه ضماد فإنه يسهل المرة الصفراء.

    وذكر الدكتور أحمد عيسى بك أن الترمس هو بقلاء مصري – باقلى شامي – جرجر مصري – بَسِيلَة – حب نبطي.

 

ابن عِرْس Weasel:

     ابن عرس: ديسقوريدوس في الثانية: هو بعض الحيوان إذا سلخ وأخرج بطنه وطرح فيه ملح وجفف في الظل وشرب منه مثقالان بشراب كان أقوى علاجاً يكون للهوام كلها وإذا استعمل كان بادزهراً للدواء القتال الذي يقال له طفسيقون وجوفه إذا حشي بكزبرة وجفف في ظل وشرب نفع من نهش الهوام والصرع، وإذا أحرق كما هو في قدر وخلط برماده خل ولطخ به نفع من النقرس ودمه إذا لطخ على الخنازير نفع منها وقد ينفع المصروعين جالينوس في العاشرة أنا لم أجربه قط وقد ذكر قوم من أصحاب الكتب أن رماده إذا عجن بخل وطلي به النقرس ووجع المفاصل نفع ونوم. من طريق: أنه يحلل تحليلا شديداً وإن جفف عين ابن عرس وشرب نفع أصحاب الصرع بهذه القوة المحللة، وقوم آخرون يقولون فيه وخاصة في العضو الذي يقوم له مقام المعدة أنه دواء نافع ويقاوم وينفع ويدفع كل سم من الهوام أيها كان غيره ولحمه يستعمل ضماداً على أوجاع الظهر ومن الرياح الغليظة ولذلك زعموا أن كعبه إذا أخرج وهو حي وعلق على المرأة لم تحبل. الرازي في الحاوي: ابن عرس إذا رأى طعاماً مشموماً يقشعر ويقوم شعره.

    ابن عِرْس هو حيوان صغير من أكلات اللحوم رشيق الجسم. يعيش ابن عرس في المناطق السهلية والجبلية، وفي الأماكن الآهلة بالسكان وغير الآهلة. يأكل ابن عرس الفئران، والجرذان، والدجاج، والأرانب، والحمام، والثعابين، والضفادع، وغيرها. وهو حيوان سفاك، فإذا تيسر له الدخول في مكان الدجاج أو الحمام، قتل كل الحيوانات، ولم يأخذ منها إلا ما يكفي لغذائه: أما إذا كانت الفريسة كبيرة فإنه يعلق دمها ويتركها، وإذا عثر على بيض الدجاج خرمه في بعض مواضعه، ومص محتوى كل بيضة دون أن ينسكب شيء منه على الأرض. من أسمائه: السرعوب، أبو الحكم، أبو الوثاب.


إذْخِر A. Schoenanthus:

     إذْخِر إذا طبخ بالخمر أدر البول مشروباً ويسخن المثانة الباردة تكميداً، ولذلك يدر الطمث تكميداً ويمسكه إذا أفرط مشروباً، ويسكن الأوجاع الحادثة عند إقبالها، ويحلل الرياح من جميع الجسم تكميداً وشرباً لا سيما رياح المعدة وفعله فيها مسحوقاً أقوى من فعله مشروباً، وطبيخ أصله بالتمادي عليه وعلى شربه ينفع من أوجاع المفاصل الباردة، وينفع من الحميات البلغمية في آخرها مع شراب السكنجيين ويمسك الطبيعة بقبضه وإدراره البول. لي: اعلم أن الرازي قال في الحاوي: إن من الأذخر نوع أجامي وعزاه إلى الفاضل جالينوس، وتقوّل عليه ما لم يقله قط جالينوس وتابعه في ذلك جماعة من الأطباء كالشيخ الرئيس وصاحب المنهاج وصاحب الإقناع وغيرهم من المصنفين، وغلطوا فيه بغلطة بينة، والسبب الموجب للوقوع في هذا الإشكال أن الفاضل جالينوس ذكر الأذخر في المقالة الثامنة وسماه باليونانية سحريس المري وأورد ما أوردته عنه نصاً وفصاً فيما تقدم، وعند انقضاء كلامه ذكر دواء آخر سماه سحونس الأجامي وهو ذو أنواع وليس هو بأذخر ولا من أنواعه أيضاً، وإنما هو النبات المعروف بالأسل بالعربية وهو السمار عند أهل مصر وعند عامة المغرب هو الديس وهو الذي تصنع منه الحصر منه الغليظ ومنه الدقيق ومنه ما يثمر ومنه ما لا يثمر وهو مشهور معروف، وسيأتي ذكره في هذا الحرف حيث ألف بعدها سين فتأمله هناك فتوهم من لم يمعن النظر والتوهم موضع الغلط ومحض الخطأ إن هذا القدر من الاشتراك في الإسمية يوجب الاتحاد في الماهية والقوة وليس الأمر كذلك، وقد تكلمت على هذا الموضع وأشباهه من الأغاليط في الأدوية المفردة في كتاب وضعته وسميته بالإبانة والأعلام بما في كتاب المنهاج من الخلل والأوهام.

    الإذخر هو طيب العرب، ويسمى أيضا تبن مكة وحلفا مكة وقش مكة، ومحاح في اليمن. وبالإنكليزية Lemon-Grass، و Scenanthe.


أرْفِطْيون A. Tomentosum:

    أرفطيون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من سماه أرفطون هو نبات ورقه أيضاً شبيه بورق قلومس إلا أنه أكثر زغباً منه وأشد استدارة وله أصل حلو أبيض لين وساق رخوة طويلة وثمر شبيه بالكمون الصغير الحب. جالينوس في السادسة: قوة هذا النوع قوة لطيفة غاية اللطافة فهو لذلك يجفف أيضاً وفيه من الجلاء شيء يسير ومن أجل ذلك متى طبخ أصله وثمرته بالشراب سكن أوجاع الأسنان وأبرأ حرق النار والقروح التي تحدث في أصول الأظفار من اليدين والرجلين، والماء الذي يطبخ فيه هذان ينفع إذا صب على الموضع وكذا أغصان هذا النبات. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات وثمره إذا طبخا بالشراب وأمسك طبيخهما في الفم سكن وجع الأسنان، وإذا صب على حرق النار وعلى الشقاق العارض من البرد نفع منهما وقد يشرب مع الشراب لعسر البول وعرق النسا.        يسمى بالإنكليزية Burdock.

 

أزادِرَخْت Melia Azadirachta:

    أزادرخت: معناه بالفارسية حر الشحر. ابن سمحون: هو أحد السموم الوحية غير أنه قد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض كما يستعمل سائر السموم. أحمد بن أبي خالد: هو شجر عظيم الخشب كثير الفروع وثمره يشبه ثمر الزعرور في لونه وخلقته ويكون في عناقيد مخلخلة ونواه أيضاً يشبه نوى الزعرور في لونه وخلقته. ماسرحويه: أما حبه الذي يشبه النبق فإنه إذا أكل قتل. الرازي: ثمرته رديئة للمعدة مكربة وربما قتلت. أحمد بن أبي خالد: إذا أكل أحد من ثمرته عرض له غشي وقيء وصغر في النفس وغشاوة على البصر ودوار في الرأس، وعلاجه كعلاج من سقي الفربيون والبلاذر. ماسرحويه: أما ورقه فقد يستعمله النساء ليطول به شعورهن وأطراف أغصانه إذا عصرت رطبة وشرب ماؤها بالعسل وبالطلاء المطبوخ نفع من السم القاتل وعرق النسا واسترخاء الأنثيين ويدر البول والطمث ويحل الدم الجامد في المثانة. ابن ماسة: فقاحه حار في الثالثة يابس في الأولى صالح للمشايخ والمبرودين فتاح للسدد المتولدة في الدماغ شمساً، وقشره إذا طبخ مع الأهليلج الأسود والشاهترج نفع من الحمى البلغمية والمرة السوداوية ويؤخذ في أيام الخريف والربيع فقط. مجهول: ينقي الرطوبات التي في الرأس من القروح الرطبة المنفتحة وينبت فيها الشعر إذا استخرجت عصارة أطراف ورقه وثمره وسحق بها شيء من مرداسنج وصير معها شيء من دهن الورد حتى يصير له قوام، ويلطخ به الرأس أياماً يجدد في كل يوم ويترك بعضه على بعض ولا يقلع ويدخل بين كل ثلاثة أيام الحمام، فإذا خرج منه صير على الرأس الدواء أيضاً ودثره بشيء خفيف حتى يبرأ وهو من المقوية للشعر والمطول له والمانع له من الآفات غسلاً بماء أطرافه الغضة، وورقه يدق أيضاً وحده ويحشى به شعر الرأس وبدله إذا عم ورق الشهدانج.

     كما ذكرنا هو حر الشجر بالفارسية، والزنزلخت في مصر ويسمى شيشعان عربي و جرود في سوريا و مَرّار و لَبَخ.

 

الخاتمة:

       لقد ذكر ابن البيطار في كتابه الجامع لمفردات الأدوية والأغذية كثيرا الأدوية التي تستخدم لعلاج بعض آلام المفاصل النباتية منها والحيوانية والمعدنية، وقد حاولت من خلال هذا البحث إلقاء الضوء على بعض تلك الأدوية، وبيان اسمها العلمي واستخداماتها السريرية في تلك الحقبة وحتى زمن ابن البيطار. من المعروف بأنه لم يعد لأي ما ذكر من الأدوية السابقة مكان للاستخدام السريري في مجال علاج آلام المفاصل، حيث استعيض عن ذلك بالتشخيص الدقيق لسبب ألم المفاصل، ومن ثم إعطاء العلاج الكيميائي الخاص لكل حالة مرضية.

     إلا أنه بالرغم من كل ذلك فإنه يجب الاعتراف بأهمية كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية  وقيمته وأثره الكبير في تقدم علم النبات، ولعل أبلغ ما قيل في ذلك ما ذكره المستشرق روسكا  بقوله: "إن كتاب الجامع كان له أثره البالغ في أوروبا، وكان من أهم العوامل في تقدم علم النبات عند الغربيين".

 

المصادر والمراجع:

- ابن أبي أصيبعة، أحمد بن القاسم. عيون الأنباء في طبقات الأطباء، دار مكتبة الحياة، بيروت.

- ابن البيطار، الجامع لمفردات الأدوية والأغذية. 1964، مكتبة المثنى، بغداد.

- ابن بشكوال، الصلة في تاريخ أئمة الأندلس وعلمائهم ومحدثيهم وفقهائهم وأدبائهم، جزءان، طبع مجريط.

- ابن سينا، الحسين بن علي. القانون في الطب، دار صادر، بيروت، ثلاثة أجزاء.

- أبو حرب، محمد خير. المعجم المدرسي، 1985، الطبعة الأولى، وزارة التربية، الجمهورية العربية السورية.

- التركماني، يوسف بن عمر. المعتمد في الأدوية المفردة، 1982، دار المعرفة، بيروت.

- الخياط، محمد هيثم والمجموعة. المعجم الطبي الموحد، 1983، ط3، ميدليفانت- سويسرا.

- الرازي، أبو بكر. التقسيم والتشجير، تحقيق وترجمة د.صبحي محمود حمامي، 1992، منشورات معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب.

- الرازي، أبو بكر. الحاوي، 1962، ط1، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد، الدكن، الهند، ثلاثون جزءاً.

 - العربي الخطابي، محمد. الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية، جزآن، 1988، دار الغرب الإسلامي، بيروت.

- الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب. القاموس المحيط، أربعة أجزاء، دار الجيل، بيروت.

- د.كعدان، عبد الناصر. علاج الكسور عند الأطباء العرب، 1990، دار القلم العربي، حلب، سوريا.

- د.كعدان، عبد الناصر. طب الخلوع عند الزهراوي، 1992، من أبحاث الندوة العالمية الخامسة لتاريخ العلوم عند العرب المنعقدة في غرناطة، إسبانيا.

 

 

***

      

 



·        رئيس قسم تاريخ العلوم الطبية – معهد التراث العلمي العربي – جامعة حلب

·        طبيب اختصاصي في جراحة العظام.

·        الأمين العام للجمعية الدولية لتاريخ الطب الإسلامي (www.ishim.net)

·        بريد إلكتروني:   a.kaadan@scs-net.org